نبذة تاريخية

تعتبر صناعة الحجر والرخام في فلسطين من الصناعات التقليدية ذات التاريخ العريق، وقد اجمع الباحثون على ان فلسطين من البلدان التي تتوفر فيها المادة الاولية لحجر البناء بكميات تجارية وتمتاز بنوعيتها وجودتها وتعدد ألوانها. وتعد صناعة الحجر والرخام واحدة من اكبر واهم الصناعات وتشكل رافدا رئيسيا للاقتصاد الفلسطيني، حيث تساهم بما يزيد عن 30%  من حجم الدخل القومي من الصناعات الفلسطينية، وتساهم المحاجر والكسارات والمناشير معا بنسبة 5.5% من المنشات الصناعية وتشمل نحو 8% من العاملين فيها، كما تشكل 12.6% من الانتاج الصناعي القائم حاليا. وتتمتع صناعة الحجر والرخام في فلسطين بأهمية خاصة، حيث ان فلسطين بلاد مقدسة وصاحبة الرسالات السماوية الثلاث، وعليه فان الحجر المستخرج من الارض المقدسة يعتبر ذا قيمة عالية على المستوى العالمي (حجر القدس Jerusalem Stone).

هذه الصناعة اخذة بالانتشار نتيجة لزيادة الطلب عليها من جميع انحاء العالم، حيث تقدر الزيادة السنوية العالمية لمبيعات الحجر والرخام بحوالي 10%، وبلغ معدل الاستهلاك السنوي للحجر في العالم حوالي 600 مليون متر مربع وبقيمة بلغت حوالي 28 بليون دولار. ويقدر عدد المنشات العاملة في هذا القطاع (الرسمية والغير رسمية) بحوالي 742 منشاة في الضفة الغربية، وتوظف قرابة 13500 عامل، وبراس مال استثماري قيمته 215 مليون دينار وبحجم انتاج قيمته 276 مليون دينار وذلك حسب احصائيات عام 1999، الا ان عدد هذه المنشات انخفض في عام 2004 بسبب تدهور الاوضاع السياسية (اندلاع انتفاضة الاقصى) التي اجبرت العديد من المصانع الصغيرة على الاغلاق، واجبرت ايضا بعض المصانع من اعادة برمجة انتاجها ودوريات العمل وعدد العمال فيها. وبالرغم من ذلك الا ان حجم الانتاج قد ازداد وقدر حجم رأس المال المستثمر بحوالي 353 مليون دينار وتجاوز حجم الانتاج السنوي 30 مليون متر مربع.

بلغت قيمة الانتاج الفلسطيني من الحجر 4% تقريبا من الانتاج العالمي وبدأ يدخل الاسواق العربية، الاوروبية،الامريكية، الصينية وغيرها، وتعتبر فلسطين هي المنتج الثاني عشر في العالم من الحجر.   تعتبر الضفة الغربية من شمالها الى جنوبها غنية بوجود المادة الخام في المقالع او المحاجر، بحيث يتمركز وجود مصانع الحجر بالقرب من مصادر توفر المادة الخام، وهناك اكثر من 250 محجر منتشرة في مناطق الضفة الغربية، ويتركز وجود هذه المحاجر في التلال الجيرية لمحافظتي الخليل وبيت لحم.

على الرغم من تطور هذه الصناعة ولعبها دورا هاما في اجمالي الناتج القومي الفلسطيني ومساهمتها في خلق فرص عمل، الا انه ينقصها البعد والافق العلمي المبني نتائج الدراسات الجيولوجية وتوظيف الكفاءات المدربة والماهرة في هذا المجال. لذلك كانت فكرة تأسيس مركز متخصص لرفد هذه الصناعة بكوادر مؤهلة ومدربة بحيث تسهم في تطور صناعة الحجر والرخام وتساعد في استمرارية الثبات لهذا القطاع.