استجابة للتطورات العالمية المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة والمتجلية بانتشار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في كل مناحي الحياة وما يشكله ذلك من فرص اقتصادية وتنموية ورفاهية وتشغيلية فقد قامت جامعة بوليتكنك فلسطين بتأسيس مركز أبحاث الأنظمة الذكية والذي يضم باحثين من كليات الجامعة المختلفة. وكخطوة أولى فقد تم إطلاق برنامج ماجستير في الجامعة بمسمى "الأنظمة الذكية" والذي سيبدأ هذا العام بمساري"علم البيانات" و "أنظمة الروبوتات الذكية" حيث بدأت الجامعة باستقبال طلبات الالتحاق بهذا البرنامج، وذلك بعد إعلان اعتماد البرنامج من قبل دولة رئيس الوزراء.
يغطي مسار علم البيانات التوجهات الحديثة في موضوعات البيانات الضخمة بما يشمل تمثيلها وتحليلها والتعامل مع التطبيقات والأدوات الخاصة بتحليلها، بالإضافة إلى تنقيب البيانات ومفاهيم وخوارزميات عرض البيانات ومعالجة اللغات الطبيعية. من الجدير بالذكر أنّ المسار يعالج علم البيانات من منظور الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وكذلك من المنظور الإحصائي. بينما يغطي مسار "أنظمة الروبوتات الذكية" الروبوتات الصناعية الثابتة والروبوتات الأرضية المتحركة وتلك الطائرة. ويتعمق بتناول مسائل الديناميكا والتصميم والتحكم، إضافة إلى تفاعل الإنسان مع الروبوتات. وأخيرا فان هذا المسار يقود إلى التمكن من المساهمة في تطوير السيارات ذاتية القيادة.
تشترك المسارات بمساقات أساسية حيث يشكل مساقا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة العمود الفقري للبرنامج. ونظراً لملامسة الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية لحياة الناس بشكل متسارع فقد تم تخصيص مساق يناقش الجوانب الأخلاقية والقانونية والمجتمعية لتلك الأنظمة مما يساهم في تخريج متعلمين واعيين ومتنورين. ونظرا لان الكثير من الأنظمة الذكية وخوارزمياتها يحاكي الذكاء الطبيعي (الإنساني والحيوي) فقد تم تصميم مساق خاص سيمنح المتعلمين المعرفة الأساسية والحساسية الكافية للتمييز بين الطبيعي والاصطناعي.
والجدير ذكره أنّ رئيس الوزراء قد أعلن اعتماد البرنامج في حفل تخريج الطلبة حيث وضح في كلمته أهمية مواكبة فلسطين للتكنولوجيات الحديثة والرقمية والاستفادة منها اقتصادياً وتنموياً ولا سيّما في ظل التحديات والمعيقات التي يفرضها الاحتلال والمساهمة في "الانتقال من الاحتياج إلى الإنتاج". وبدوره فقد دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجامعة إلى مواكبة الثورة الصناعية الرابعة وأنظمة الذكاء معبراً عن إيمانه بقدرة الجامعة على القيام بذلك نظراً لإمكاناتها البشرية والأكاديمية والمخبرية.
دائرة العلاقات العامة والإعلام