تمكّن باحثان من مركز التكنولوجيا الحيوية للأبحاث في جامعة بوليتكنك فلسطين من تحقيق إنجاز علمي عالمي جديد في مجال أبحاث مرض الحمى المالطية، حيث استطاع الباحثان وهما الدكتور يعقوب الأشهب والدكتور محمد نوح عيسى الكشف عن العلامات الجينية الفارقة للقاح الحمى المالطية والتي تعتبر من أهم الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان.
ويعتبر هذا اللقاح والذي تم اكتشافه بشكل عشوائي في جامعة كاليفورنيا في خمسينيات القرن الماضي يعتبر اللقاح الأكثر استخداماّ على المستوى العالمي، وعلى الرغم من نجاعته في مكافحة انتشار المرض عالمياً فقد بقيت أسراره الجينية وآلية عمله مجهولة طوال هذه المدة.
ولقد استطاع الباحثان ومن خلال استخدام خوارزميات حاسوبية معقدة لمقارنة الخرائط الجينومية التوصل إلى الوصف الدقيق للعلامات الخاصة بالخريطة الجينية لهذا اللقاح ولقد تم التحقق من صحة النتائج مخبرياً، كما استطاع الباحثان تطوير فحص مخبري بسيط يمكن من خلاله التحقق من هوية اللقاح وتحديد جودته وهذا الفحص سيكون له أهميّة بالغة في برامج مكافحة الحمى المالطية وتتبع تسرب اللقاح إلى منتجات الحليب، ولقد تم تطوير الفحص بطريقة سهلة تُمكّن من تطبيقة في معظم مختبرات الدول النامية والتي تعاني من هذا الوباء.
وقد صرّح الدكتور الأشهب أنّه وبعد أن نشرت نتائج البحث الشهر الماضي في المجلة العلمية "Vaccine" والتي تعتبر المجلة الرائدة عالمياً في مجال علم اللقاحات فقد أبدت بعض الشركات العالمية المنتجة لهذا اللقاح اهتمامها في استخدام نتائج البحث كمعيار من معاير الجودة عند إنتاج اللقاح.
الجدير ذكره أنّ مركز التكنولوجيا الحيوية قد كان له دور كبير بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الزراعة في متابعة وتشخيص وباء الحمى المالطية الذي ضرب منطقة جنوب الضفة الغربية خلال العام الأخير وخلف خسائر كبيرة سواءً على قطاع الرعاية الصحية الأولية أوقطاع تربية المواشي وصناعة الأجبان.
دائرة العلاقات العامة